اختلف أهل العلم في الفرق بين النبي والرسول، وأشهر أقوالهم في استقراء القرآن والسنة قولان:
- أحدهما، أن النبي كل من أوحي إليه من الله تعالى سواء أمر بتبليغ أم لم يؤمر به، فإن لم يؤمر بالتبليغ فهو نبي وليس رسولا، وإن أمر بالتبليغ فهو نبي ورسول. وكثير من أهل العلم يرجحون هذا القول، واستدلوا بقوله:(وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ) (لأعراف:94) و(وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ) (الزخرف:6). فكان كل رسول نبيّا.
- ثانيهما، أن الرسول هو من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله والعمل به. واستدلوا بقوله: (إنا أرسلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين أسلموا). فكان موسى رسولا ومن جاء بعده في بني إسرائيل أنبياء.